-->

قصور القلب الاحتقاني: كيف يحدث؟ وما أحدث طرق العلاج الدوائي والجراحي؟


قصور القلب الاحتقاني: كيف يحدث؟ وما أحدث طرق العلاج الدوائي والجراحي؟ 

مرض قصور القلب الاحتقاني


يُعد قصور القلب الاحتقاني (Congestive Heart Failure - CHF) من أبرز المشكلات الصحية التي تهدد حياة الملايين حول العالم. فهو حالة مرضية مزمنة يفشل فيها القلب في ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والمواد الغذائية. تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 60 مليون شخص عالميًا يعانون من هذا المرض، وتزداد نسبته مع التقدم في العمر.

في هذا المقال سنتعرف على:

  • كيف يحدث قصور القلب الاحتقاني؟

  • أسبابه وأعراضه ومضاعفاته.

  • أحدث طرق التشخيص والعلاج الدوائي والجراحي.

  • وأهم النصائح للوقاية وتحسين جودة الحياة.

أولًا: ما هو قصور القلب الاحتقاني؟

قصور القلب لا يعني توقف القلب عن العمل، بل يشير إلى ضعف وظيفته في ضخ الدم. عندما يضعف القلب، يبدأ الدم في التجمع في الأوردة، مما يؤدي إلى احتقان السوائل في الرئتين وأجزاء مختلفة من الجسم، ومن هنا جاء اسم "قصور القلب الاحتقاني".

ثانيًا: كيف يحدث قصور القلب الاحتقاني؟

تحدث هذه الحالة نتيجة إجهاد طويل المدى لعضلة القلب بسبب أمراض أخرى، مما يؤدي إلى:

  1. تضخم عضلة القلب: لمحاولة التعويض عن ضعف الضخ.

  2. زيادة معدل ضربات القلب: لضخ المزيد من الدم.

  3. احتباس السوائل: نتيجة قصور الدورة الدموية، مما يسبب تورم الساقين وضيق التنفس.

مع الوقت، تضعف هذه الآليات التعويضية، وتفشل عضلة القلب في القيام بوظيفتها بشكل كافٍ.

ثالثًا: أنواع قصور القلب

  1. قصور الجانب الأيسر من القلب: الأكثر شيوعًا، يؤدي إلى احتقان الرئتين وضيق التنفس.

  2. قصور الجانب الأيمن من القلب: يؤدي إلى تورم الكبد والساقين والبطن.

  3. قصور القلب الكلي: يشمل الجانبين معًا ويُعتبر أخطر الحالات.

رابعًا: أسباب قصور القلب الاحتقاني

  • مرض الشريان التاجي: انسداد الشرايين يقلل تدفق الدم لعضلة القلب.

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن: يرهق القلب مع مرور الوقت.

  • احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية): يسبب تلفًا دائمًا في القلب.

  • أمراض الصمامات القلبية: مثل التضيق أو القصور.

  • التهاب عضلة القلب أو أمراض خلقية بالقلب.

  • داء السكري والسمنة المفرطة كعوامل خطورة مهمة.

خامسًا: أعراض قصور القلب الاحتقاني

  • ضيق التنفس عند المجهود أو أثناء النوم.

  • تورم الساقين والكاحلين.

  • التعب المستمر وضعف القدرة على ممارسة النشاط اليومي.

  • زيادة الوزن السريعة بسبب احتباس السوائل.

  • خفقان القلب وعدم انتظام ضرباته.

  • الكحة المزمنة خاصة أثناء الليل.

سادسًا: مضاعفات قصور القلب

  • تراكم السوائل في الرئتين (الوذمة الرئوية).

  • ضعف الكلى بسبب انخفاض تدفق الدم.

  • مشكلات في الكبد.

  • عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmia) مما يزيد خطر السكتة القلبية.

سابعًا: تشخيص قصور القلب الاحتقاني

يعتمد التشخيص على:

  1. التاريخ الطبي والفحص السريري: ملاحظة التورم وأصوات القلب.

  2. التصوير بالأشعة السينية: للكشف عن تضخم القلب واحتقان الرئتين.

  3. تخطيط صدى القلب (Echocardiogram): لقياس كفاءة ضخ الدم.

  4. تحليل الدم (BNP أو NT-proBNP): للكشف عن قصور القلب.

  5. تخطيط القلب الكهربائي (ECG): لتحديد اضطراب النبض أو تلف القلب.

ثامنًا: أحدث طرق العلاج

1. العلاج الدوائي

  • مدرات البول (Diuretics): لتقليل احتباس السوائل.

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE Inhibitors): لتوسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.

  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs): بديل عند عدم تحمل الـ ACE.

  • حاصرات بيتا (Beta Blockers): لتقليل ضغط القلب وتحسين الأداء.

  • مثبطات SGLT2 (مثل داباجليفلوزين): أحدث الأدوية التي أثبتت فعاليتها في تحسين وظائف القلب حتى لغير مرضى السكري.

  • الديجوكسين: لتحسين قوة انقباض القلب في بعض الحالات.

2. العلاج بالأجهزة

  • أجهزة تنظيم ضربات القلب (Pacemaker): لتصحيح اضطرابات النبض.

  • العلاج بإعادة التزامن القلبي (CRT): لتحسين كفاءة الضخ في حالات معينة.

  • المضخة الميكانيكية (LVAD): جهاز يُزرع لمساعدة البطين الأيسر على ضخ الدم.

3. العلاج الجراحي

  • إصلاح أو استبدال صمامات القلب التالفة.

  • جراحة مجازة الشريان التاجي (CABG): لعلاج انسداد الشرايين.

  • زراعة القلب: آخر الحلول للحالات المتقدمة غير المستجيبة للعلاجات الأخرى.

تاسعًا: التعايش مع قصور القلب والوقاية

  • الالتزام بالأدوية بانتظام.

  • تقليل الملح في الطعام.

  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بإشراف الطبيب.

  • الإقلاع عن التدخين والكحول.

  • المتابعة الدورية مع الطبيب لقياس ضغط الدم ووظائف القلب.

عاشرًا: مستقبل علاج قصور القلب

  • الأبحاث مستمرة حول العلاج بالخلايا الجذعية لإصلاح عضلة القلب التالفة.

  • الطب الشخصي (Personalized Medicine) لتحديد العلاجات وفق التركيب الجيني للمريض.

  • تطوير أجهزة قلب اصطناعية أكثر تطورًا كبديل دائم لزراعة القلب.

قصور القلب الاحتقاني مرض خطير يتطلب إدارة دقيقة تجمع بين العلاج الدوائي، الجراحي، وتغيير نمط الحياة. ورغم كونه مرضًا مزمنًا، إلا أن التقدم الطبي المستمر يُعطي الأمل في تحسين حياة المرضى وإطالة أعمارهم بجودة أفضل.

المصادر

  1. American Heart Association – Heart Failure Facts.

  2. Mayo Clinic – Congestive Heart Failure Overview.

  3. Cleveland Clinic – Latest Advances in Heart Failure Treatment.

  4. The Lancet – Heart Failure Management Guidelines (2022).

  5. European Society of Cardiology Guidelines on Heart Failure (2021).