التهاب المسالك البولية عند الصغار: الأسباب، الأعراض، العلاج والوقاية
التهاب المسالك البولية عند الصغار: الأسباب، الأعراض، العلاج والوقاية
يُعتبر التهاب المسالك البولية عند الصغار من أكثر المشاكل الصحية التي تُثير قلق الأهل، خصوصًا أنه قد لا يظهر بأعراض واضحة في بعض الأحيان، مما يجعل اكتشافه صعبًا. ويُعد هذا الالتهاب عدوى تصيب أي جزء من الجهاز البولي عند الأطفال مثل الكلى، الحالبين، المثانة، أو الإحليل.
تكمن خطورة التهاب المسالك البولية عند الأطفال في أنه إذا لم يُعالج بشكل مبكر وصحيح، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تكرار الالتهابات أو إصابة الكلى بتلف دائم.
أولاً: ما هو التهاب المسالك البولية عند الصغار؟
هو عدوى بكتيرية في الجهاز البولي، وغالبًا ما تكون بسبب دخول بكتيريا الإشريكية القولونية (E.coli) الموجودة في الأمعاء إلى مجرى البول.
-
عند البنات: الالتهابات أكثر شيوعًا بسبب قصر الإحليل وقربه من فتحة الشرج.
-
عند الأولاد: أكثر حدوثًا في السنوات الأولى خاصة إذا كان هناك تشوهات خلقية أو مشاكل في المسالك البولية.
ثانياً: أسباب التهاب المسالك البولية عند الصغار
1. العدوى البكتيرية
-
السبب الأكثر شيوعًا، حيث تنتقل البكتيريا من الأمعاء إلى مجرى البول.
2. قلة شرب الماء
-
يؤدي إلى تركيز البول وزيادة فرصة نمو البكتيريا.
3. حبس البول لفترات طويلة
-
يسبب ركود البول مما يسمح للبكتيريا بالتكاثر.
4. التشوهات الخلقية
-
مثل ارتجاع البول من المثانة إلى الكلى.
5. سوء النظافة الشخصية
-
عدم تنظيف المنطقة التناسلية بشكل صحيح أو استخدام مناديل ملوثة.
6. الإمساك المزمن
-
يزيد الضغط على المثانة ويعيق تفريغ البول بالكامل.
7. استخدام الحفاضات لفترة طويلة دون تغيير
-
يخلق بيئة مناسبة لنمو البكتيريا.
ثالثاً: أعراض التهاب المسالك البولية عند الصغار
تختلف الأعراض حسب عمر الطفل ومكان الالتهاب (المثانة أو الكلى).
عند الرضع والأطفال الصغار:
-
ارتفاع درجة الحرارة بدون سبب واضح.
-
البكاء المستمر أو الانزعاج.
-
فقدان الشهية.
-
رائحة كريهة أو غير معتادة للبول.
-
تأخر في النمو أو ضعف الوزن.
عند الأطفال الأكبر سنًا:
-
حرقة أثناء التبول.
-
تكرار التبول أو الحاجة الملحة للتبول.
-
ألم أسفل البطن أو في الخاصرة.
-
بول داكن اللون أو يحتوي دم.
-
ارتفاع الحرارة والقشعريرة في حالة وصول الالتهاب للكلى.
رابعاً: أنواع التهاب المسالك البولية عند الأطفال
1. التهاب المثانة (Cystitis)
-
الأكثر شيوعًا.
-
يسبب حرقة وكثرة التبول.
2. التهاب الإحليل (Urethritis)
-
يسبب حرقة أثناء التبول وإفرازات أحيانًا.
3. التهاب الحويضة والكلية (Pyelonephritis)
-
أخطر الأنواع لأنه يصيب الكلى مباشرة.
-
يسبب حرارة مرتفعة وألم في الخاصرة وقد يؤدي لمضاعفات خطيرة.
خامساً: تشخيص التهاب المسالك البولية عند الصغار
يعتمد الطبيب على:
-
التاريخ المرضي والأعراض.
-
تحليل البول: للكشف عن وجود خلايا دم بيضاء أو بكتيريا.
-
زراعة البول: لمعرفة نوع البكتيريا والمضاد الحيوي المناسب.
-
الأشعة (السونار): للكشف عن وجود تشوهات خلقية.
-
فحوصات إضافية مثل الأشعة الملونة إذا تكررت الالتهابات.
سادساً: علاج التهاب المسالك البولية عند الصغار
1. العلاج الدوائي
-
المضادات الحيوية: تُعطى حسب نتيجة مزرعة البول.
-
خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول.
-
مسكنات الألم لتخفيف الأعراض.
2. العلاج المنزلي والداعم
-
شرب الكثير من الماء لتقليل تركيز البول.
-
تشجيع الطفل على التبول بانتظام.
-
استخدام كمادات دافئة على البطن لتخفيف الألم.
3. العلاج في الحالات المزمنة أو المعقدة
-
إذا كان السبب تشوهًا خلقيًا قد يلجأ الطبيب للجراحة.
-
علاج الإمساك المزمن لتقليل تكرار الالتهابات.
سابعاً: النظام الغذائي المناسب للأطفال المصابين بالتهاب المسالك البولية
أطعمة مفيدة:
-
الماء: أهم وسيلة لعلاج ومنع الالتهابات.
-
عصائر طبيعية مثل عصير التوت البري (يقلل التصاق البكتيريا بجدار المثانة).
-
الخضروات والفواكه الطازجة الغنية بفيتامين C (برتقال، ليمون).
-
الزبادي الغني بالبروبيوتيك.
أطعمة يُفضل تجنبها:
-
المشروبات الغازية.
-
الأطعمة المالحة جدًا.
-
الحلويات المليئة بالسكر لأنها تساعد على نمو البكتيريا.
ثامناً: الوقاية من التهاب المسالك البولية عند الصغار
-
تشجيع الطفل على شرب كميات كافية من الماء.
-
تغيير الحفاضات بانتظام للرضع.
-
تعليم البنات المسح من الأمام إلى الخلف بعد التبول.
-
علاج الإمساك بشكل مبكر.
-
عدم حبس البول وتشجيع الطفل على التبول بانتظام.
-
ارتداء ملابس داخلية قطنية نظيفة وتغييرها يوميًا.
-
مراجعة الطبيب إذا تكررت الالتهابات.
تاسعاً: مضاعفات التهاب المسالك البولية عند الصغار
إذا لم يتم علاج الالتهاب مبكرًا قد يسبب:
-
تكرار الالتهابات.
-
ندبات أو تلف في أنسجة الكلى.
-
ارتفاع ضغط الدم في المستقبل.
-
ضعف نمو الطفل.
-
فشل كلوي في الحالات الشديدة والنادرة.
عاشراً: متى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟
-
إذا ارتفعت حرارة الطفل بشكل متكرر.
-
إذا لاحظ الأهل دمًا في البول.
-
في حال رفض الطفل شرب الماء أو الطعام.
-
إذا تكررت الالتهابات أكثر من مرتين خلال 6 أشهر.
أسئلة شائعة حول التهاب المسالك البولية عند الصغار
هل التهاب المسالك البولية شائع عند الأطفال؟
نعم، خاصة عند البنات والرضع.
هل يختفي الالتهاب من تلقاء نفسه؟
نادراً، وغالبًا يحتاج لعلاج بالمضادات الحيوية.
هل التهاب المسالك البولية معدٍ؟
لا ينتقل بشكل مباشر، لكنه قد يحدث نتيجة سوء النظافة.
هل يمكن علاج التهاب المسالك البولية بالأعشاب عند الأطفال؟
يمكن لبعض الأعشاب مثل البقدونس والبابونج أن تساعد في تخفيف الأعراض، لكنها لا تغني عن العلاج الطبي.
إن التهاب المسالك البولية عند الصغار من الحالات الشائعة التي يجب على الأهل التعامل معها بجدية، خاصة أن إهمالها قد يسبب مضاعفات خطيرة على الكلى. التشخيص المبكر، العلاج المناسب، والالتزام بعادات صحية سليمة هي الخطوات الأساسية لحماية الطفل من تكرار الالتهابات.
تذكري دائمًا أن الوقاية تبدأ من النظافة الجيدة، شرب الماء الكافي، والانتباه إلى أي أعراض غير طبيعية تظهر على طفلك.
إرسال تعليق