العلاقة بين التدخين وأمراض القلب والرئة: حقائق طبية ودراسات حديثة
العلاقة بين التدخين وأمراض القلب والرئة: حقائق طبية ودراسات حديثة
يُعد التدخين واحدًا من أخطر العوامل المسببة للأمراض المزمنة والوفيات المبكرة حول العالم. فهو المسؤول الأول عن تضرر الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، كما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. تشير تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن التدخين يتسبب في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا، منهم 1.3 مليون بسبب التدخين السلبي.
في هذه المقالة، سنتناول العلاقة المباشرة بين التدخين وأمراض القلب والرئة، مع استعراض أبرز الحقائق الطبية والدراسات الحديثة التي توضح مدى خطورة التدخين على صحة الإنسان.
كيف يؤثر التدخين على الجسم؟
يحتوي دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها 250 مادة سامة، وحوالي 70 مادة مسرطنة. عند استنشاق الدخان:
-
تنتقل هذه المواد إلى الرئتين مباشرة.
-
تدخل إلى مجرى الدم.
-
تؤثر على القلب، الأوعية الدموية، والأنسجة الحيوية.
المكونات الأكثر ضررًا تشمل:
-
النيكوتين: يسبب الإدمان ويرفع ضغط الدم.
-
أول أكسيد الكربون: يقلل من قدرة الدم على نقل الأكسجين.
-
القطران والمواد المسرطنة: تتلف أنسجة الرئة وتزيد خطر السرطان.
التدخين وأمراض القلب
1. زيادة خطر تصلب الشرايين
يساهم التدخين في تضييق الشرايين بسبب ترسب الدهون والمواد الكيميائية السامة، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وانسدادها.
2. النوبات القلبية والسكتات الدماغية
-
المدخنون أكثر عرضة للإصابة بـ النوبة القلبية بنسبة 2-4 مرات مقارنة بغير المدخنين.
-
يزيد التدخين من تكوّن الجلطات، وهو سبب رئيسي للسكتات الدماغية.
3. تأثير النيكوتين على ضغط الدم
النيكوتين يرفع ضغط الدم ويزيد معدل ضربات القلب، ما يرهق القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
4. فشل القلب المزمن
التعرض المستمر لسموم التدخين يضعف عضلة القلب ويؤدي إلى قصور القلب الاحتقاني، حيث يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة.
التدخين وأمراض الرئة
1. مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
يُعد التدخين السبب الأول للإصابة بـ COPD، وهو مرض يشمل:
-
التهاب الشعب الهوائية المزمن: سعال مزمن وإفراز البلغم.
-
انتفاخ الرئة: تدمير الحويصلات الهوائية، ما يقلل من قدرة الرئة على تبادل الغازات.
2. سرطان الرئة
-
85% من حالات سرطان الرئة مرتبطة مباشرة بالتدخين.
-
خطر الإصابة يزداد مع مدة التدخين وعدد السجائر يوميًا.
3. ضعف الجهاز المناعي
يدمر التدخين الأهداب المسؤولة عن تنظيف مجرى التنفس، مما يزيد من التهابات الرئة مثل الالتهاب الرئوي والإنفلونزا.
4. الربو
يؤدي التدخين إلى زيادة نوبات الربو سواء عند المدخنين أنفسهم أو عند الأطفال المتعرضين للتدخين السلبي.
التدخين السلبي (Passive Smoking)
لا يقتصر خطر التدخين على المدخن فقط، بل يمتد إلى المحيطين به:
-
الأطفال المعرّضون لدخان السجائر أكثر عرضة للربو، التهابات الأذن، والتهابات الرئة.
-
غير المدخنين الذين يعيشون مع مدخنين معرضون بنسبة 25-30% أكثر للإصابة بأمراض القلب.
دراسات حديثة عن التدخين وأمراض القلب والرئة
-
دراسة من الجمعية الأمريكية للقلب (AHA) 2022: أوضحت أن الإقلاع عن التدخين حتى بعد سنوات طويلة يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالنوبات القلبية خلال 5 سنوات فقط.
-
تقرير المعهد الوطني للسرطان (NCI) 2021: أكد أن التدخين يزيد احتمال الوفاة بسرطان الرئة 25 مرة مقارنة بغير المدخنين.
-
دراسة من جامعة أكسفورد 2020: أثبتت أن التدخين يزيد معدل الوفيات المبكرة بحوالي 50% بين المدخنين المنتظمين.
-
منظمة الصحة العالمية (WHO): ذكرت أن الإقلاع عن التدخين يحسّن وظائف الرئة بنسبة تصل إلى 30% خلال عام واحد فقط.
الفوائد الصحية بعد الإقلاع عن التدخين
-
بعد 20 دقيقة: ينخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
-
بعد 12 ساعة: ينخفض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم.
-
بعد شهر: تتحسن وظائف الرئة وتقل نوبات السعال.
-
بعد سنة: يقل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50%.
-
بعد 10 سنوات: ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف.
استراتيجيات الوقاية والإقلاع عن التدخين
-
العلاج الدوائي
-
بدائل النيكوتين (لاصقات، علكة، بخاخ).
-
أدوية مثل (فارينيكلين – بوبروبيون).
-
-
الدعم النفسي والسلوكي
-
العلاج السلوكي المعرفي.
-
مجموعات الدعم والإرشاد.
-
-
التوعية المجتمعية
-
حملات توعية بمخاطر التدخين.
-
قوانين منع التدخين في الأماكن العامة.
-
-
البدائل الصحية
-
ممارسة الرياضة.
-
التغذية السليمة لتعزيز وظائف القلب والرئة.
-
لذلك، تبقى الوقاية، والتوعية، ودعم برامج الإقلاع عن التدخين هي الركائز الأساسية لمجتمع صحي خالٍ من أضرار التبغ.
المصادر
-
منظمة الصحة العالمية (WHO) – تقارير التبغ والصحة.
-
American Heart Association (AHA).
-
National Cancer Institute (NCI).
-
Mayo Clinic – Smoking and its health risks.
-
جامعة أكسفورد – دراسات التدخين والوفيات المبكرة.
إرسال تعليق