مازن حمادة، لاجئ سوري من مدينة دير الزور، هرب من جحيم النظام السوري إلى هولندا، حيث عاش هناك لعدة سنوات. عمل مازن كفني في شركة "شميرغير" الفرنسية للتنقيب عن النفط، وشارك في جهود محاكمة نظام الأسد. أصبح صوتًا معبرًا عن معاناة المعتقلين، حيث ظهر في وسائل الإعلام ليتحدث عن التعذيب في معتقلات النظام.
الاعتقالات الثلاثة
تعرض مازن للاعتقال ثلاث مرات منذ بداية الثورة السورية:
1. الاعتقال الأول: في 24 أبريل 2011، اعتقل لمدة أسبوع على يد أمن الدولة في دير الزور.
2. الاعتقال الثاني: في 29 ديسمبر 2011، اعتقل مرة أخرى لمدة أسبوعين أثناء عودته من دمشق.
3. الاعتقال الثالث: هذا الاعتقال هو الأطول، حيث احتجزه عناصر المخابرات الجوية في وسط دمشق حتى عام 2014.
وصف مازن ظروف اعتقاله في فرع المخابرات الجوية، حيث تعرض لضغوط نفسية وجسدية هائلة. قال: "عند دخولنا، بدأوا بالضرب بالعصي، وأجبرونا على خلع ثيابنا والوقوف عراة، وكانوا يربطون أيدينا." عانى مازن من أنواع متعددة من التعذيب، بما في ذلك "الشبح" و"الخازوق"، بالإضافة إلى التعذيب الجسدي باستخدام الزيت الحار والماء المغلي.
الهروب إلى هولندا
بعد الإفراج عنه، ظل مازن مطلوبًا من قبل المخابرات. عانى من أزمة مالية ونفسية، مما جعله عرضة للاستدراج من قبل أشخاص مرتبطين بالسفارة السورية، حيث تم إغراؤه بالعودة إلى سوريا بوعود كاذبة بالإفراج عن المعتقلين. سافر إلى برلين للحصول على جواز سفر وتأشيرة، وعند وصوله إلى مطار دمشق، اعتقلته أجهزة الأمن التابعة للنظام.
النهاية المأساوية
بعد اعتقاله، أُطلق سراح مازن بشرط أن ينفي جميع ما قاله عن التعذيب في المحافل الدولية، لكنه رفض. تعرض لتعذيب إضافي في سجون النظام حتى وفاته في عام 2021.
تعتبر قصة مازن حمادة مثالًا مأساويًا على معاناة السوريين تحت وطأة النظام، وتسلط الضوء على الحاجة المستمرة للعدالة والحرية.
تعليقات
إرسال تعليق