يمكنك القراءة هنا ايضاً
زهير بن أبي سلمى: شاعر الحكمة في العصر الجاهلي
معلقته المشهورة (من المعلقات السبع)
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمْنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِدِمَنٌ تَجَلَّلَها السَرابُ كَأَنَّها
مَحابِسُ جَمرٍ في يَفاعٍ مُحَطَّمِوَقَوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِوَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مُهراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّدِ؟كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنكَلِوَقوفاً بِها بَعدَ الرُكابِ كَأَنَّني
قَذىً بِعَينٍ أَو كُحالٌ بِمِرودِ... (القصيدة طويلة، أكثر من 60 بيتًا، تدور حول الوقوف على الأطلال، والفخر، والحِكمة).
المصدر: المفضليات للمفضل الضبي، وشرح المعلقات السبع للزوزني.
قصيدة في الحكمة
وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ في غَيرِ أَهلِهِ
يَكُن حَمدُهُ ذَمّاً عَلَيهِ وَيَندَمِوَمَن يَطلُبِ العِزَّ بِالحَربِ وَالقِتالِ
يَصِل بَينَ العَداوَةِ وَالعَظائِمِوَمَن لا يُصانِعْ في أُمورٍ كَثيرَةٍ
يُضرَّسْ بِأَنيابٍ وَيُوطَأْ بِمَنعَمِوَمَن يَستَعِدَّ لِليَومِ يَستَفهِ مِنهُ
فَلا يَغتَرِرْ بِالأَمنِ مِن بَينِ سَلمِوَمَن هابَ أَسبابَ المَنايا يَنَلهُها
وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِوَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
يَفِرْهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ
المصدر: ديوان زهير بن أبي سلمى، تحقيق فخر الدين قباوة.
في مدح الحارث بن عوف وهرم بن سنان
تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما
تَفانَوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِوَقَد قُلتُما: إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً
بِمالٍ وَأَنفُسٍ نَرضَ عَنهُ فَنَسلَمِفَأَصبَحتُما منها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
بَعِيدَينِ فيها مِن عُقوبٍ وَمَأثَمِعَظيمَينِ في الدُنيا وَفي كُلِّ مَوطِنٍ
إِذا ذُكِرَت أَفعالُكُما لَم تُذَمَّماتَدارَكتُما القَومَ الَّذينَ تَفانَوا
وَأَغلَوا وَأَغرَوا بَعضَهُم ثُمَّ قَسَّموا
المصدر: الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.
في الحِلم والعفو
وَإِنَّ الحِلمَ زَينٌ وَالعَفُوَ مَكرُمَةٌ
وَفَضلُ مَنَاصٍ غَيرُ ذِي كَثَرَاتِوَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَدِيقَهُ
وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِوَمَهما تَكُنْ عِندَ امرِئٍ مِن خَلِيقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلَى النّاسِ تُعلَمِوَكَائِنْ تَرى مِن صَامِتٍ لكَ مُعجِبٍ
زِيادَتُهُ أَو نَقصُهُ في التَكَلُّمِلِسانُ الفَتى نِصفٌ، وَنِصفٌ فُؤادُهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا صُورَةُ اللَّحمِ وَالدَّمِ
المصدر: الشعر والشعراء لابن قتيبة.
في ذم البخل ومدح الكرم
تَرَى الجُودَ يَزدادُ الكِرامَ جَمالَهُ
وَتُقسِمُ أَيدِي الباخلينَ فَتُفلِسُفَما المَرءُ إِلّا كَالسِراجِ حَياتُهُ
يُضِيءُ لِقَومٍ ثُمَّ يَطفُو فَيَخمُدُوَمَن يَجعَلِ الخَيراتِ في غَيرِ أَهلِها
يَكُن حَمدُهُ ذَمّاً عَلَيهِ وَيَندُبُوَمَن يُكرِمِ النّاسَ يَكسبْ قلوبَهُمُ
وَمَن يَبخَلِ المَعروفَ يُذمَمْ وَيُهجَدُ
المصدر: العصر الجاهلي، شوقي ضيف.
قصيدة في رثاء أخيه
أَلا أَبلِغ أَبا سَعدٍ رِسالَةَ مُرسَلٍ
وَمَن يَبلُغِ الأَحبابَ يَعلَم أَنَّنيأُحِبُّكَ حُبّاً صادِقاً غَيرَ ناقِصٍ
وَقَد يَعلَمُ الأَحبابُ مَن لَم يُبِن بِنِي
المصدر: ديوان زهير، طبعة دار صادر.
في الشيب والهرم
سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأمِوَأَعلَمتُ أَنَّ المَوتَ حَتمٌ فَأَصبَحَت
نُفُوسٌ لَنا في غَيرِ ما كُنتُ تَعلَمِ
المصدر: الأصمعيات، الأصمعي.
قصيدة في الصلح ونبذ الحرب
تَدارَكتُما قَومَيكُما يا بَني عَبسٍ
وَذُبيانَ بَعدَ الحَربِ وَالخَطبِ الأعظَمِفَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
وَكُلُّ فَتىً في الحَربِ غَيرُ مُسَلَّمِفَأَقسَمتُما أَلّا تَفُرَّ قُلوبُكُما
وَأَقسَمتُما أَلّا تَذِلّا وَتَظلَماجَزَى اللَهُ عَنّا كاهِلًا خَيرَ ما جَزَى
مَطاعَينَ في الهَيجا كِرامًا لَهُم فَمِهُمُ خَلَطوا بَأَسًا بِحِلمٍ فَأَدرَكوا
مَعالي الأُمورِ وَالمَكارِمَ بِالحِلمِ
المصدر: الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني.
قصيدة في الحِكمة والزهد
وَمَن هابَ أَسبابَ المَنايا يَنَلهُها
وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ
وَمَن يجعلِ المعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
يَفِرْهُ، وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشْتَمِ
وَمَن يَغتَرِبْ يَحسَبْ عَدُوّاً صَديقَهُ
وَمَن لا يُكَرِّمْ نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ
وَمَهْما تَكُنْ عِنْدَ امرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلَى النّاسِ تُعلَمِ
وَكَائِنْ تَرى مِن صامِتٍ لكَ مُعجِبٍ
زِيادَتُهُ أَو نَقصُهُ في التَكَلُّمِ
لِسانُ الفَتى نِصفٌ، وَنِصفٌ فُؤادُهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا صُورَةُ اللَّحمِ وَالدَّمِ
المصدر: المعلقات العشر، شرح التبريزي.
أبيات في الغدر والوفاء
وَمَن يَكُ ذَا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ
عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِوَمَن يَكُ ذَا مالٍ فَيَحرِم أَقارِباً
فَيَجلُهُ عَنهُ الأَبعَدونَ وَيَفطَمِوَمَن يَهَبِ الهَيبَةَ لا يَغلِبوهُ، وَمَن
لا يَهبِ الهَيبَةَ يُغلب وَيَندَمِوَمَن يَكُ ذا عَقلٍ وَيَغفُل مَراتِباً
يُجَزْ بِحِرمانٍ وَيُعلَمْ بِالتَّعَلُّمِوَمَن يَكُ ذَا صَبرٍ فَذلِكَ نافِعٌ
وَمَن قَلَّ صَبرُ المرءِ يَجزَع وَيَسلَمِوَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
يُضرَّسْ بِأَنيابٍ وَيُوطَأ بِمَنعَمِوَمَن لا يُذدْ عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ
يُهَدَّمْ، وَمَن لا يَظلِمِ النّاسَ يُظلَمِ
📚 المصدر: طبقات فحول الشعراء، ابن سلام الجمحي.
هذه القصائد العشر تمثل جانبًا كبيرًا من إنتاج زهير: الحكمة، المدح، الرثاء، الفخر، والزهد.
وهي موزّعة بين المفضليات، الأصمعيات، المعلقات، الأغاني، الشعر والشعراء… إلخ، وجميعها مصادر تراثية أصيلة.
تعليقات
إرسال تعليق