سرطان عنق الرحم: الفحص المبكر، الأعراض، والعلاج

سرطان عنق الرحم: الفحص المبكر، الأعراض، والعلاج

سرطان عنق الرحم: الفحص المبكر، الأعراض، والعلاج

سرطان الرحم

يُعد سرطان عنق الرحم (Cervical Cancer) من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، ويحتل المرتبة الرابعة عالميًا بين السرطانات التي تصيب النساء. وعلى الرغم من خطورته، فإنه من أكثر السرطانات التي يمكن الوقاية منها والكشف عنها في مراحل مبكرة، بفضل برامج الفحص الدوري ووجود لقاحات فعّالة ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو السبب الرئيسي للإصابة.

في هذا المقال سنتناول بشكل شامل:

  • ما هو سرطان عنق الرحم.

  • أسبابه وعوامل الخطورة.

  • الأعراض المبكرة والمتأخرة.

  • طرق الفحص والتشخيص.

  • خيارات العلاج المتاحة.

  • الوقاية وأهمية اللقاح.

  • التعايش مع المرض والدعم النفسي.

ما هو سرطان عنق الرحم؟

سرطان عنق الرحم هو نمو غير طبيعي للخلايا في الجزء السفلي من الرحم الذي يفتح على المهبل (عنق الرحم). يبدأ غالبًا بتغيرات في الخلايا تُسمى الآفات ما قبل السرطانية، والتي إذا لم تُكتشف وتعالج مبكرًا قد تتحول إلى سرطان خلال سنوات.

هناك نوعان رئيسيان من سرطان عنق الرحم:

  1. سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous cell carcinoma): يمثل حوالي 80-90% من الحالات.

  2. السرطان الغدي (Adenocarcinoma): يمثل حوالي 10-20% من الحالات.

مدى انتشار سرطان عنق الرحم

  • عالميًا، يتم تشخيص أكثر من 600,000 حالة جديدة سنويًا.

  • يعد السبب الرابع للوفيات المرتبطة بالسرطان عند النساء.

  • في الدول المتقدمة انخفضت نسبة الإصابة بشكل كبير بفضل برامج فحص مسحة عنق الرحم (Pap smear) واللقاحات.

  • أما في الدول النامية فما يزال يمثل تحديًا صحيًا كبيرًا.

أسباب سرطان عنق الرحم

السبب الأساسي لسرطان عنق الرحم هو العدوى المزمنة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وخاصة الأنواع HPV 16 وHPV 18.

لكن ليس كل من يصاب بالفيروس يُصاب بالسرطان، إذ توجد عوامل تزيد من خطر الإصابة، منها:

  • ضعف جهاز المناعة.

  • التدخين.

  • الإصابة بأمراض منقولة جنسيًا أخرى مثل الكلاميديا.

  • الحمل في سن مبكرة أو تكرار الولادات.

  • استخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة (أكثر من 5 سنوات).

  • التاريخ العائلي لسرطان عنق الرحم.

أعراض سرطان عنق الرحم

في المراحل المبكرة غالبًا لا يسبب سرطان عنق الرحم أي أعراض، لذلك يسمى بـ "القاتل الصامت". لكن مع تقدم المرض تظهر الأعراض التالية:

أعراض مبكرة

  • نزيف مهبلي غير طبيعي (بين الدورات، بعد العلاقة الزوجية، أو بعد سن اليأس).

  • إفرازات مهبلية غير طبيعية قد تكون مائية أو دموية أو كريهة الرائحة.

  • ألم أثناء الجماع.

أعراض متقدمة

  • ألم في الحوض أو أسفل الظهر.

  • صعوبة أو ألم عند التبول.

  • نزيف غزير مستمر.

  • فقدان الوزن والشهية.

  • تورم في الساقين نتيجة انسداد الأوعية اللمفاوية.

الفحص المبكر لسرطان عنق الرحم

يعتبر الفحص المبكر حجر الأساس للوقاية من المرض واكتشافه في مراحله الأولى القابلة للعلاج.

1. اختبار باب (Pap smear)

  • يتم أخذ مسحة من خلايا عنق الرحم وفحصها تحت المجهر.

  • يُجرى عادة كل 3 سنوات للنساء من سن 21 حتى 65 عامًا.

2. اختبار HPV

  • يكشف عن وجود فيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة.

  • يمكن دمجه مع اختبار باب كل 5 سنوات للنساء من عمر 30 سنة فأكثر.

3. التنظير المهبلي (Colposcopy)

  • فحص عنق الرحم باستخدام عدسة مكبرة خاصة إذا ظهرت نتائج غير طبيعية في اختبار باب.

أهمية الفحص المبكر

  • يكشف عن التغيرات ما قبل السرطانية قبل أن تتحول إلى سرطان.

  • يزيد من فرص العلاج بنسبة تصل إلى 90% في حال الاكتشاف المبكر.

تشخيص سرطان عنق الرحم

إلى جانب الفحص الدوري، تشمل طرق التشخيص:

  • خزعة (Biopsy): أخذ عينة صغيرة من الأنسجة للفحص المجهري.

  • التصوير الطبي: مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد مدى انتشار الورم.

  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan): لتحديد وجود النقائل.

مراحل سرطان عنق الرحم

يقسم الأطباء سرطان عنق الرحم إلى 4 مراحل رئيسية:

  1. المرحلة الأولى: الورم محدود في عنق الرحم.

  2. المرحلة الثانية: انتشر إلى المهبل أو الرحم لكنه لم يصل إلى جدار الحوض.

  3. المرحلة الثالثة: انتشار إلى جدار الحوض أو العقد اللمفاوية.

  4. المرحلة الرابعة: انتشار إلى أعضاء بعيدة مثل الرئتين أو الكبد.

علاج سرطان عنق الرحم

العلاج يعتمد على المرحلة، حجم الورم، عمر المريضة، ورغبتها في الإنجاب.

1. العلاج الجراحي

  • الاستئصال الموضعي: إزالة الخلايا غير الطبيعية أو الأورام الصغيرة.

  • استئصال الرحم الجزئي أو الكلي: في المراحل المبكرة.

  • استئصال العقد اللمفاوية الحوضية عند الحاجة.

2. العلاج الإشعاعي

  • يستخدم بمفرده أو مع العلاج الكيميائي.

  • فعال في قتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الورم.

3. العلاج الكيميائي

  • يعطى عبر الوريد لقتل الخلايا السرطانية المنتشرة.

  • غالبًا يستخدم مع الإشعاع في المراحل المتقدمة.

4. العلاج المناعي والموجه

  • أدوية حديثة تستهدف الخلايا السرطانية فقط أو تعزز مناعة الجسم ضدها.

  • مثل: Pembrolizumab.

التعايش مع سرطان عنق الرحم

التعايش مع المرض يتطلب:

  • الدعم النفسي والاجتماعي: إذ تعاني بعض المريضات من القلق والاكتئاب.

  • التغذية الصحية: لتعزيز جهاز المناعة.

  • المتابعة الطبية المنتظمة: لاكتشاف أي انتكاسة مبكرًا.

  • الرياضة الخفيفة: مثل المشي أو اليوغا لتقليل التوتر وتحسين الطاقة.

الوقاية من سرطان عنق الرحم

الوقاية ممكنة إلى حد كبير وتشمل:

  1. لقاح HPV

  • فعال بنسبة تفوق 90% ضد الأنواع المسببة للسرطان.

  • يُعطى للبنات والفتيان في سن 11-12 عامًا، ويمكن حتى سن 26 عامًا.

  1. الفحص الدوري (Pap & HPV test).

  2. تجنب التدخين.

  3. الممارسات الجنسية الآمنة.

  4. الحفاظ على المناعة قوية من خلال الغذاء الصحي والرياضة.

أسئلة شائعة حول سرطان عنق الرحم

هل سرطان عنق الرحم وراثي؟

لا يُعتبر وراثيًا بشكل مباشر، لكنه يرتبط بفيروس HPV وعوامل بيئية.

هل يمكن الشفاء من سرطان عنق الرحم؟

نعم، إذا اكتُشف مبكرًا تصل معدلات الشفاء إلى أكثر من 90%.

هل الحمل ممكن بعد العلاج؟

في المراحل المبكرة قد تكون هناك جراحات محافظة تسمح بالحمل، لكن في المراحل المتقدمة يصبح الأمر صعبًا.

أحدث الأبحاث في علاج سرطان عنق الرحم

  • تطوير لقاحات جديدة ضد HPV تغطي أنواعًا أكثر من الفيروس.

  • أبحاث حول العلاج المناعي الذي يحفز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية.

  • استخدام الذكاء الاصطناعي في قراءة صور مسحة عنق الرحم لتشخيص أسرع وأكثر دقة. 

سرطان عنق الرحم مرض يمكن الوقاية منه بنسبة كبيرة عبر الفحص المبكر ولقاح HPV. إن نشر الوعي بين النساء حول أهمية إجراء مسحة عنق الرحم الدورية وتلقي اللقاح، يُعد خطوة جوهرية نحو تقليل معدلات الإصابة والوفيات عالميًا.

لا تنسي أن صحتك مسؤوليتك، وأن الفحص المبكر قد ينقذ حياتك.


المقال السابق
المقال التالي

كُتب بواسطة:

0 Comments: