الأكزيما (Eczema): الفرق بينها وبين الحساسية وطرق علاجها
ورغم أن الأكزيما تشترك في بعض الأعراض مع الحساسية الجلدية (Allergic Dermatitis)، إلا أن هناك فروقًا أساسية بينهما من حيث الأسباب، التشخيص، والعلاج.
في هذا المقال الشامل سنتناول:
-
ما هي الأكزيما؟
-
الفرق بين الأكزيما والحساسية.
-
أسباب الأكزيما وعوامل الخطر.
-
الأعراض المميزة للأكزيما.
-
طرق التشخيص.
-
أحدث طرق علاج الأكزيما الطبية والطبيعية.
-
نصائح للتعايش مع الأكزيما ومنع تكرار النوبات.
ما هي الأكزيما؟
الأكزيما هي مرض جلدي مزمن يتميز بالتهاب الجلد وحكة شديدة متكررة، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بجفاف وتشقق الجلد. وهي حالة غير معدية، لكنها قد تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير.
تُعتبر الأكزيما جزءًا من الأمراض التحسسية، إذ غالبًا ما تصيب الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الربو، حمى القش (التهاب الأنف التحسسي)، أو أمراض الحساسية الأخرى.
الفرق بين الأكزيما والحساسية
رغم التشابه الكبير بين الأكزيما والحساسية الجلدية من حيث الأعراض مثل الحكة والاحمرار، إلا أن هناك اختلافات مهمة:
1. من حيث السبب
-
الأكزيما: مرض جلدي مزمن ذو طبيعة وراثية ومناعية، يظهر نتيجة خلل في حاجز الجلد والمناعة.
-
الحساسية الجلدية: تحدث عند تعرض الجسم لمادة مثيرة للحساسية (مثل الغبار، حبوب اللقاح، بعض الأطعمة أو مستحضرات التجميل).
2. من حيث الأعراض
-
الأكزيما: أعراضها مزمنة ومتكررة، تشمل الجفاف والتشقق والحكة الشديدة التي تزداد في الليل.
-
الحساسية الجلدية: تظهر الأعراض بشكل مفاجئ بعد التعرض للمسبب وتزول غالبًا عند تجنبه.
3. من حيث المدة
-
الأكزيما: تستمر لسنوات وقد تصاحب الشخص مدى الحياة مع فترات هدوء وانتكاس.
-
الحساسية الجلدية: غالبًا مؤقتة وتنتهي عند إزالة العامل المسبب.
4. من حيث العلاج
-
الأكزيما: تحتاج إلى علاج طويل الأمد يهدف إلى السيطرة على الأعراض.
-
الحساسية الجلدية: يمكن علاجها بتجنب المحفزات وأحيانًا باستخدام مضادات الهيستامين أو الكريمات المهدئة.
أعراض الأكزيما
تختلف أعراض الأكزيما من شخص لآخر حسب العمر وشدة الحالة، لكن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:
-
حكة شديدة، خاصة في الليل.
-
بقع حمراء أو بنية على الجلد.
-
جفاف وتشقق الجلد.
-
طفح جلدي يظهر بشكل متكرر.
-
سماكة الجلد نتيجة الحكة المستمرة.
-
إفرازات أو قشور عند التهاب الجلد.
الأكزيما عند الأطفال
-
غالبًا ما تظهر على الوجه وفروة الرأس.
-
تسبب اضطراب النوم نتيجة الحكة الشديدة.
الأكزيما عند البالغين
-
تصيب عادة اليدين، المرفقين، الرقبة، والكاحلين.
-
قد تتحول إلى بقع جلدية سميكة (Lichenification) بسبب الحك المستمر.
أسباب الأكزيما وعوامل الخطر
الأسباب
-
خلل في جهاز المناعة: يؤدي إلى استجابة التهابية مفرطة.
-
ضعف حاجز الجلد: يجعل البشرة أكثر عرضة لفقدان الرطوبة ودخول المهيجات.
-
الوراثة: وجود تاريخ عائلي للأكزيما أو أمراض الحساسية الأخرى.
-
عوامل بيئية: مثل الطقس الجاف، الصابون القوي، أو الملوثات.
عوامل الخطر
-
الأطفال أكثر عرضة للإصابة.
-
الأشخاص المصابون بالربو أو الحساسية.
-
التوتر النفسي والعاطفي.
-
السمنة وزيادة الوزن.
محفزات الأكزيما
قد تزيد بعض العوامل من حدة نوبات الأكزيما، مثل:
-
الصابون والمنظفات القاسية.
-
الأقمشة الصناعية أو الصوف.
-
التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة.
-
التعرق المفرط.
-
بعض الأطعمة (الحليب، البيض، المكسرات).
-
الغبار وحبوب اللقاح.
تشخيص الأكزيما
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص الأكزيما، ويعتمد الطبيب على:
-
الفحص السريري للجلد.
-
مراجعة التاريخ المرضي والعائلي.
-
استبعاد الأمراض الجلدية الأخرى مثل الصدفية.
-
اختبارات الحساسية (Patch test) لتحديد المهيجات المحتملة.
علاج الأكزيما
رغم أنه لا يوجد علاج نهائي للأكزيما حتى الآن، إلا أن هناك طرقًا فعالة للسيطرة على الأعراض وتقليل النوبات.
1. العلاجات الموضعية
-
الكورتيكوستيرويدات الموضعية: تقلل الالتهاب والحكة.
-
مثبطات الكالسينيورين (Tacrolimus, Pimecrolimus): بدائل للكورتيزون، آمنة للاستخدام طويل الأمد.
-
المرطبات الطبية: أساسية للحفاظ على رطوبة الجلد ومنع الجفاف.
2. العلاجات الجهازية
-
الكورتيكوستيرويدات الفموية: تستخدم لفترات قصيرة في الحالات الشديدة.
-
الأدوية المثبطة للمناعة (Cyclosporine, Methotrexate): للحالات المزمنة.
-
العلاجات البيولوجية (Dupilumab): أحدث علاج بيولوجي يستهدف الجهاز المناعي ويعطي نتائج فعالة.
3. العلاج الضوئي (Phototherapy)
-
يتم تعريض الجلد لأشعة UVB تحت إشراف الطبيب.
-
يقلل من الالتهابات ويحسن مظهر الجلد.
4. العلاجات الطبيعية والمكملة
-
زيت جوز الهند: يرطب الجلد ويقلل الالتهاب.
-
زيت دوار الشمس: يساعد في ترميم حاجز الجلد.
-
الشوفان الغروي: يهدئ الحكة ويقلل الاحمرار.
-
العسل الطبيعي: له خصائص مضادة للبكتيريا وملطفة.
الفرق بين الأكزيما والصدفية
قد يختلط الأمر أحيانًا بين الأكزيما والصدفية نظرًا للتشابه في الأعراض.
العنصر | الأكزيما | الصدفية |
---|---|---|
طبيعة المرض | مناعي تحسسي | مناعي ذاتي |
الأعراض | جفاف، حكة، طفح متكرر | بقع سميكة حمراء مع قشور فضية |
العمر | أكثر شيوعًا عند الأطفال | أكثر شيوعًا عند البالغين |
أماكن الإصابة | الوجه، اليدين، ثنيات الجلد | فروة الرأس، المرفقين، الركبتين |
مدة المرض | مزمن مع فترات هدوء | مزمن أيضًا لكنه أكثر صلابة |
التعايش مع الأكزيما
نصائح يومية:
-
استخدام مرطبات الجلد بشكل منتظم.
-
تجنب الحك والخدش.
-
اختيار ملابس قطنية مريحة.
-
الاستحمام بماء فاتر لا ساخن.
-
استخدام صابون لطيف خالٍ من العطور.
-
تقليل التوتر النفسي عبر الرياضة أو التأمل.
النظام الغذائي:
-
الإكثار من الأطعمة الغنية بأوميغا 3 (الأسماك الدهنية، بذور الكتان).
-
تناول الخضروات والفواكه الطازجة.
-
تقليل الأطعمة المصنعة والسكرية.
الأكزيما والصحة النفسية
الأكزيما ليست مرضًا جلديًا فقط، بل تؤثر على الحالة النفسية للمصاب:
-
القلق والاكتئاب بسبب المظهر الخارجي.
-
صعوبة النوم نتيجة الحكة الليلية.
-
ضعف الثقة بالنفس.
لذلك ينصح بالجمع بين العلاج الطبي والدعم النفسي لتحسين جودة الحياة.
أسئلة شائعة عن الأكزيما
هل الأكزيما معدية؟
لا، الأكزيما ليست مرضًا معديًا.
هل يمكن الشفاء نهائيًا من الأكزيما؟
لا يوجد علاج نهائي، لكن يمكن السيطرة على الأعراض.
هل تؤثر الأكزيما على الأطفال عند الكبر؟
قد تختفي عند بعض الأطفال مع التقدم في العمر، بينما تستمر عند آخرين.
هل يفيد النظام الغذائي في علاج الأكزيما؟
نعم، اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات يساعد على تقليل النوبات.
الأكزيما مرض جلدي مزمن لكنه قابل للإدارة إذا تم فهمه والتعامل معه بشكل صحيح. ورغم تشابهها مع الحساسية الجلدية، إلا أن الفرق الجوهري يكمن في السبب ومدة الأعراض والعلاج.
بفضل التقدم الطبي، خاصة العلاجات البيولوجية، أصبح من الممكن السيطرة على الأكزيما وتحسين حياة المرضى بشكل كبير. ومع ذلك، يظل الالتزام بروتين العناية بالجلد، تجنب المحفزات، واعتماد نمط حياة صحي، من أهم عوامل النجاح في التعامل مع المرض.
0 Comments: