سرطان القولون والمستقيم: الأسباب، الأعراض، التشخيص، وطرق العلاج الحديثة

يُعد سرطان القولون والمستقيم (Colorectal Cancer) واحدًا من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في العالم، وهو ثاني سبب رئيسي لوفيات السرطان بعد سرطان الرئة. يبدأ عادةً في صورة زوائد لحمية (Polyps) تنمو على جدار القولون أو المستقيم، ومع مرور الوقت قد تتحول إلى أورام سرطانية إذا لم تُكتشف مبكرًا.
الكشف المبكر يلعب دورًا حاسمًا في تحسين فرص الشفاء، إذ تصل نسبة الشفاء إلى أكثر من 90% إذا اكتُشف المرض في مراحله الأولى.

ما هو سرطان القولون والمستقيم؟

سرطان القولون والمستقيم هو ورم خبيث ينشأ في الأمعاء الغليظة (القولون) أو في المستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء قبل فتحة الشرج).

• سرطان القولون: يصيب الأجزاء المختلفة من الأمعاء الغليظة.

• سرطان المستقيم: يصيب المنطقة السفلى من الجهاز الهضمي قرب فتحة الشرج.

رغم أن هذين النوعين متشابهين في الأعراض والعلاج، إلا أن سرطان المستقيم غالبًا ما يكون أكثر صعوبة في العلاج بسبب موقعه الحساس.

أسباب وعوامل خطر سرطان القولون والمستقيم

لا يوجد سبب واحد محدد لظهور هذا السرطان، لكنه يرتبط بعدة عوامل، أهمها:

1. العوامل الوراثية والجينية

• وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون أو المستقيم.

• الإصابة بمتلازمات وراثية مثل متلازمة لينش (Lynch syndrome) أو داء السلائل الغدي العائلي (FAP).

2. نمط الحياة والعادات الغذائية

• تناول وجبات غنية بالدهون الحيوانية واللحوم الحمراء.

• قلة الألياف في النظام الغذائي.

• التدخين والإفراط في الكحول.

• قلة النشاط البدني وزيادة الوزن (السمنة).

3. عوامل أخرى

• العمر: تزداد نسبة الإصابة بعد سن الخمسين.

• أمراض مزمنة: مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.

• داء السكري من النوع الثاني.

أعراض سرطان القولون والمستقيم

تختلف الأعراض باختلاف مرحلة المرض، وقد تكون غائبة في المراحل المبكرة. ومن أبرزها:

• نزيف شرجي أو وجود دم في البراز (أحمر أو غامق).

• تغيرات في عادات الإخراج مثل الإمساك أو الإسهال المستمر.

• شعور بعدم اكتمال التبرز.

• ألم أو تشنجات في البطن.

• فقدان الوزن غير المبرر.

• الإرهاق المزمن بسبب فقر الدم الناتج عن النزيف.

ملاحظة: لا يعني ظهور هذه الأعراض بالضرورة الإصابة بالسرطان، لكنها تستدعي مراجعة الطبيب فورًا.

مراحل سرطان القولون والمستقيم

يُصنّف المرض إلى أربع مراحل رئيسية:

1. المرحلة الأولى (Stage I): الورم محصور داخل بطانة القولون أو المستقيم.

2. المرحلة الثانية (Stage II): يمتد الورم إلى جدار القولون لكنه لم يصل للعقد اللمفاوية.

3. المرحلة الثالثة (Stage III): ينتشر إلى العقد اللمفاوية القريبة.

4. المرحلة الرابعة (Stage IV): ينتقل إلى أعضاء بعيدة مثل الكبد أو الرئة (النقائل).

طرق تشخيص سرطان القولون والمستقيم

التشخيص المبكر هو المفتاح الأساسي لزيادة فرص الشفاء، وتشمل طرق الفحص:

• تنظير القولون (Colonoscopy): أدق وسيلة للتشخيص والكشف المبكر وإزالة الزوائد الحميدة قبل أن تتحول إلى سرطانية.

• فحص الدم الخفي في البراز (FOBT): للكشف عن وجود دم غير مرئي.

• اختبارات الحمض النووي للبراز (DNA test): لرصد الطفرات الجينية.

• التصوير (CT و MRI): لتحديد مدى انتشار الورم.

• فحوصات الدم: مثل قياس بروتين CEA الذي يرتفع في بعض حالات سرطان القولون.

طرق علاج سرطان القولون والمستقيم

يعتمد العلاج على مرحلة السرطان، موقعه، وحالة المريض الصحية.

1. الجراحة

• استئصال الورم: إزالة جزء من القولون أو المستقيم المصاب.

• استئصال القولون الجزئي أو الكلي: في الحالات المتقدمة.

• أحيانًا يتم عمل فغر القولون (Colostomy) إذا تعذّر إعادة توصيل الأمعاء.

2. العلاج الكيميائي

• يُستخدم لتقليص حجم الورم قبل الجراحة أو للقضاء على الخلايا السرطانية بعد الاستئصال.

• من أشهر الأدوية: فلورويوراسيل (5-FU) وأوكساليبلاتين.

3. العلاج الإشعاعي

• يُستخدم خصوصًا في سرطان المستقيم لتقليص الورم قبل الجراحة أو منع عودته بعد العلاج.

4. العلاج المناعي والبيولوجي

• أدوية حديثة مثل بيفاسيزوماب (Bevacizumab) وسيتوكسيماب (Cetuximab) تستهدف الخلايا السرطانية دون التأثير الكبير على الخلايا السليمة.

الوقاية من سرطان القولون والمستقيم

يمكن تقليل خطر الإصابة باتباع أسلوب حياة صحي، مثل:

• تناول غذاء متوازن غني بالألياف والفواكه والخضروات.

• تقليل اللحوم الحمراء والمصنعة.

• ممارسة الرياضة بانتظام.

• الحفاظ على وزن صحي.

• الإقلاع عن التدخين والكحول.

• إجراء تنظير القولون الدوري بعد سن الخمسين أو قبل ذلك لذوي التاريخ العائلي.

نسبة الشفاء والتوقعات المستقبلية

• عند اكتشاف السرطان في المرحلة الأولى، تتجاوز نسب الشفاء 90%.

• في المرحلة الرابعة، تقل فرص البقاء على قيد الحياة إلى حوالي 10-15%.

• التقدم في العلاج المناعي والجيني يمنح الأمل في رفع معدلات الشفاء في المستقبل.

سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا، لكنه في الوقت نفسه من أكثرها قابلية للشفاء إذا اكتُشف مبكرًا. الاهتمام بالفحص الدوري، وخاصة تنظير القولون، مع الالتزام بأسلوب حياة صحي، يمثل خط الدفاع الأول ضد المرض. كما أن التطور الطبي في العلاجات المناعية والجراحية يمنح المرضى فرصًا أفضل للتعافي.

المصادر

1. American Cancer Society – Colorectal Cancer Facts & Figures

2. Mayo Clinic – Colon cancer: Symptoms and causes

3. National Cancer Institute – Colorectal Cancer Treatment

4. WebMD – Colorectal Cancer