فوائد الزعفران: الكنـز الذهبي للصحة والجمال والعقل

الزعفران (علميًا Crocus sativus) هو أحد التوابل الفاخرة والأغلى في العالم، ويتميّز بلونه الذهبي، ورائحته المميزة، ونكهته الغنية. يُستخدم الزعفران في الطهي، التجميل، الطب التقليدي، وله تأثيرات صحية متعددة مُدعّمة بأدلة علمية. في هذا المقال، سنستعرض:

1. التركيب الغذائي والمركبات المُفعّلة في الزعفران

2. أبرز الفوائد الصحية المدعومة بالدراسات

3. الاستخدامات، الجرعة، الطرق المُستخدمة

4. الأضرار والتحذيرات

5. نصائح للاستفادة القصوى من الزعفران

6. الخلاصة

التركيب الغذائي والمركبات الفعّالة في الزعفران

لفهم فوائد الزعفران، من المهم أولًا أن نتعرّف على مكوّناته الرئيسية:

• يحتوي الزعفران على مركبات مضادة للأكسدة مثل الكروسين (crocin), الكروستينتينينس (crocetin), السافرانال (safranal)، والبيكروكروسين (picrocrocin)، التي تعطيه اللون والنكهة والرائحة. (Cleveland Clinic)

• من ناحية العناصر الغذائية، المعلومات المتاحة تُظهر أن لكل 100 غرام من الزعفران تقريبًا:

  • السعرات الحرارية حوالي 310 كالوري (nutridex.org.uk)

  • الكربوهيدرات حوالي 60–65 غرام (nutridex.org.uk)

  • البروتين نحو 11 غرام (Saffronly)

  • الدهون حوالي 5–6 غرام (nutridex.org.uk)

  • نسبة لا بأس بها من الألياف الغذائية (Foodofy)

  • المعادن المهمة مثل الحديد، المغنيسيوم، البوتاسيوم، المنغنيز، الزنك وغيرها ضمن نسب جيدة (nutridex.org.uk)

  • الفيتامينات مثل بعض فيتامينات B (B6, النياسين، الريبوفلافين)، وحمض الفوليك وغيرها (alshifaherbal.com)

• بسبب احتواءه على مركبات فعّالة مضادة للأكسدة والالتهاب، يُعدّ الزعفران “عشبًا دوائيًا” قويًا بدرجة كبيرة، وإن كانت الجرعات المستخدمة في الدراسات تفوق عادة ما يُستخدم في الطهي.

فوائد الزعفران الصحية 

فيما يلي استعراض للفوائد التي تدعمها الأبحاث، مع توضيح قوة الأدلة:

1. دعم صحة القلب والأوعية الدموية

• دراسة تحليل شامل (ميتا-تحليل) أجرت تقييمًا لتأثير الزعفران على عوامل الخطر القلبية مثل الدهون في الدم، ضغط الدم، مقاومة الأنسولين وغيرها. نتائجها أظهرت أن الزعفران:

  • يخفض الدهون الثلاثية (Triglycerides) (PubMed)

  • يقلل من الكوليسترول الكلي وLDL ("الكوليسترول الضار") (PubMed)

  • يحسّن من مستويات السكر في الدم (Fasting Blood Glucose) و HbA1c (مؤشر متوسط السكر على مدى الشهور) (PubMed)

  • يقلل من ضغط الدم الانقباضي (SBP) (PubMed)

• هذه التأثيرات تجعله مرشحًا مساعدًا في الوقاية من أمراض القلب، خصوصًا عند الأشخاص المعرضين لمتلازمة التمثيل الغذائي أو لديهم اختلالات في الدهون والسكر. (PubMed)

2. مضاد أكسدة قوي ومكافحة الالتهابات

• الزعفران يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الكروسين والكروستينتينس والسافرانال التي تحارب الجذور الحرة، وتقلّل من الإجهاد التأكسدي. هذا مهم للحماية ضد الأمراض المزمنة كالسرطان، أمراض القلب، والبُدانة. (Cleveland Clinic)

• كذلك أظهرت المراجعات أن الزعفران يقلّل من مؤشرات الالتهاب مثل TNF-α وبعض العلامات الالتهابية الأخرى في الدم. (PubMed)

3. تحسين المزاج ومكافحة الاكتئاب والقلق

• الزعفران له تأثيرات مقاربة لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب في بعض الدراسات الصغيرة؛ إذ يُستخدَم للتخفيف من أعراض الاكتئاب، القلق، والتقلبات المزاجية. (WebMD)

• أيضًا يدخل الزعفران في تجربة تخفيف أعراض المتلازمة السابقة للحيض (PMS) من حيث تقليل الألم والمزاج المزاجي السلبي. (Cleveland Clinic)

4. تحسين وظائف الدماغ والذاكرة

• المركبات مثل الكروسين والكروستينتينس قد تساهم في حماية الدماغ من التدهور، وتحسين الذاكرة والتعلّم. بعض الأبحاث تشير إلى أن الزعفران يُحسّن الأداء المعرفي خصوصًا في الأشخاص ذوي التدهور المعرفي الخفيف. (Cleveland Clinic)

5. تنظيم السكر وضغط الدم

• كما ذكر سابقًا، الزعفران ساعد في خفض سكر الصيام (FBG) و HbA1c لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي. (PubMed)

• كذلك أثره على ضغط الدم مع نتائج ملموسة في الدراسة المنهجية التي شملت عدة تجارب إكلينيكية. (PubMed)

6. التأثير على الوزن والشهية

• هناك بعض الدراسات تشير إلى أن الزعفران يساعد في تقليل الشهية أو الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة، مما قد يساعد في إنقاص الوزن أو التحكّم فيه. (Cleveland Clinic)

• مع ذلك، تأثيره قد يكون مساعدًا فقط ضمن نظام غذائي وتمارين، وليس علاجًا مستقلًا.

7. الفوائد للعيون والبصر

• الزعفران يُستخدم في بعض الدراسات لوقف أو تأخير التغيرات المرتبطة بالسن في الشبكية، مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر (Macular Degeneration). المركّب الكروسين خاصةً يُظهر تأثيرًا وقائيًا على خلايا العين. (Cleveland Clinic)

8. فوائد أخرى محتملة

• تحسين جودة النوم: بعض الدراسات تُشير إلى أن الزعفران قد يساعد على تحسين النوم، وتقليل الأرق. (Verywell Health)

• التأثيرات على الإثارة الجنسية والعلاقة بين الأزواج: هناك بحوث أولية تُثبت أن الزعفران يمكن أن يحسّن من الأداء الجنسي، من حيث تحفيز الرغبة الجنسية، وإن كانت الأدلة ليست قوية بعد. (PubMed)

• التخفيف من أعراض قبل الدورة الشهرية وتأثير النزعة الهرمونية. (Cleveland Clinic)

الأدلة العلمية: مدى القوة والحدود

من المهم أن نفهم ليس فقط ما تُشير إليه الدراسات، بل أيضًا حدودها:

• الكثير من الدراسات الصغيرة، تجريبية، أو لم تُطبّق على فترات طويلة أو بجداول جرعات كبيرة. (Cleveland Clinic)

• المراجعات والميتا-تحليلات تظهر تباينًا في النتائج بناءً على الجرعة، مدة الاستخدام، جودة المستخلص، حالة الأفراد (مثل وجود مرض أو لا). (PubMed)

• بعض الأبحاث تٌركّز على تأثيرات الزعفران بـ”المكملات” وليس فقط كبهار يُستخدم بكميات صغيرة في الطهي، ما يعني أن الزعفران الطهي وحده ربما لا يعطي نفس الفعالية.

• هناك حاجة لدراسات أكبر، مع مجاميع سكانية متنوعة، لفهم الفوائد الجانبية المحتملة، والتأثيرات طويلة الأمد.

الاستخدامات والجرعة والطرق

لكي تحقق أقصى فائدة من الزعفران، يُفضل اتباع التوصيات التالية:

الجرعة

• الدراسات غالبًا تستخدم جرعات بين 20 إلى 50 ملليجرام يوميًا من الزعفران أو المستخلصات المركّزة. (Verywell Health)

• الكمية المستخدمة عادة في الطهي أقل بكثير، لكنها تساهم بالأثر الضئيل اعتمادًا على المكوّن الفعّال المُستخدم.

طرق الاستخدام

• الزعفران الخيوط: نقع الخيوط في ماء دافئ أو حليب لبضع دقائق قبل الاستخدام في الطعام، مما يساعد على إطلاق اللون والنكهة والمركبات الفعّالة.

• المسحوق: أكثر سهولة في الاستخدام، ولكن قد يفقد بعض الخصائص إذا لم يكن مُخزَّنًا بشكل مناسب.

• المكملات الغذائية: زيت الزعفران أو مستخلصه، يُستخدم بجرعات دقيقة تحت إشراف طبي.

ملاحظات الاستخدام

• يُفضّل استخدام الزعفران النقي، والتأكد من مصدره وجودته، لبعض الخطورة من الزعفران المُقلد أو المختلط.

• التخزين في مكان مظلم، جاف، بعيدًا عن الضوء والرطوبة، لأن الضوء والرطوبة يمكن أن يفسدان المركّبات الفعّالة مثل السافرانال والكروسين.

الأضرار والتحذيرات

رغم أن الزعفران يُعتبر آمنًا نسبيًا عند استخدامه بالطعام أو بجرعات معتدلة، إلا أن هناك بعض المحاذير:

1. الجرعة العالية

   • تناول جرعات كبيرة جدًا (بضعة غرامات يوميًا) يمكن أن يكون سامًا، وقد يسبب غثيان، تقيؤ، دوار، وربما تأثيرات خطيرة في حالات نادرة. (Health)

   • الجرعة الفوقية التي تُستخدم في بعض التجارب الكبرى تكون أعلى بكثير من الاستخدام العادي.

2. الحمل والرضاعة

   • ينبغي تجنّب الاستخدام الكبير خلال الحمل، خصوصًا في الفترات المبكرة، لغياب الأدلة الكافية، واحتمالية أن الزعفران قد يؤثر على التقلصات الرحمية.

   • عند الرضاعة، كذلك يُفضل عدم استخدام مكملات الزعفران بجرعات كبيرة بدون استشارة طبية.

3. الحساسية والتفاعلات الدوائية

   • بعض الأشخاص قد يكون لديهم حساسية تجاه الزعفران، مما يسبب ردود فعل جلدية أو تنفسية.

   • قد يتفاعل الزعفران مع بعض الأدوية، خصوصًا التي تؤثر على المزاج مثل مضادات الاكتئاب، والأدوية التي تؤثر على ضغط الدم أو مستويات السكر؛ لذلك يجب استشارة الطبيب إذا كنت تأخذ أدوية باستمرار.

4. جودة المنتج

   • الزعفران المغشوش أو المُضاف إليه مواد أخرى يمكن أن يكون بلا فوائد أو حتى مضرّ.

   • الثمن المرتفع للزعفران يجعل من التشويش أو الخلط أمرًا شائعًا؛ يجب التأكّد من مصدر موثوق.

الزعفران هو توابل فاخرة تجمع بين النكهة، اللون والرائحة، وبين فوائد صحية حقيقية مدعومة بعدد من الدراسات. من فوائد الزعفران:

• تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر والاكتئاب

• دعم صحة القلب والأوعية الدموية

• تنظيم مستويات السكر والدهون في الدم

• خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب

• تحسين وظائف الدماغ والذاكرة

• دعم صحة العيون ربما

مع ذلك، الزعفران ليس علاجًا بديلاً للمشاكل الصحية الخطيرة، ويُنصح بالاستخدام المعتدل، التأكّد من المصدر، واستشارة طبيب في الحالات الخاصة (الحمل، الأمراض المزمنة، تناول أدوية).