فوائد البابونج الصحية والعلاجية بالتفصيل دليل شامل لعام 2025

البابونج (بالإنجليزية: Chamomile)، هو من أشهر الأعشاب الطبيّة التي استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين. يُشتهر بخصائصه المهدئة، المضادة للالتهاب، والمساعدة على النوم، وغيرها من الفوائد الصحية والجمالية. في هذه المقالة نناقش:

• ما هو البابونج وأنواعه

• التركيب الغذائي والمركبات الفعالة

• الفوائد الصحية المدعومة بالأدلة

• طرق الاستخدام والجرعات الموصى بها

• الأضرار والمخاطر والتحذيرات

• الخلاصة والنصائح للحصول على الفوائد القصوى

ما هو البابونج وأنواعه

• البابونج نبات عشبي من الفصيلة الأقحوانية (Asteraceae). يُعرف بأنواعه الأكثر شيوعًا مثل البابونج الألماني (Matricaria recutita أو Matricaria chamomilla) والبابونج الروماني (Chamaemelum nobile)؛ ويستخدم كلاهما تقليديًا في الطب الشعبي. (NCCIH)

• الأجزاء المستخدمة عادة هي الأزهار المجففة، سواء لتحضير الشاي، أو كمستخلصات، أو في الزيوت والعناية بالبشرة. (NCCIH)

التركيب الغذائي والمركبات الفعّالة في البابونج

لفهم لماذا يُعزى للبَابونج فوائد كثيرة، نحتاج أن نعرف ما يحتويه من مركّبات فعّالة:

1. المركّبات الكيميائية

   • الفلافونويدات (Flavonoids)، مثل Apigenin، التي تُعدّ من المركّبات المهدئة والمضادة للالتهاب. (منصة شفاء)

   • الزيوت الطيّارة، التي تحتوي على ألفا-بيسابولول (α-bisabolol)، و كامازولين Matricin، وغيرها من المركّبات التي تمنح البابونج خصائصه المضادة للالتهاب والمهدئة. (منصة شفاء)

2. العناصر الغذائية المضاعفة والقيم الغذائية

   • رغم أن البابونج غالبًا ما يُستخدم بكميات صغيرة (شاي أو منقوع)، فإنه يحتوي على مُركّبات مضادة أكسدة عدة. (NCCIH)

   • بعض العناصر الضئيلة مثل الفيتامينات والمعادن تظهر في المحتوى الغذائي، لكن الأثر الأكبر يأتي من المركّبات الفعّالة وليس من القيمة الغذائية الكبيرة كما في بعض النباتات أو الفواكه بكميات كبيرة. (منصة شفاء)

الفوائد الصحية 

إليك مجموعة من الفوائد التي تم دراستها علميًّا، ومستوى الأدلة، وكيفية الاستفادة منها:

1. تحسين النوم وجودته

• أشارت مراجعة منهجية وتحليل تلوي إلى أن تناول أو استخدام البابونج يُساعد على تحسين جودة النوم، خاصة لدى من يعانون من اضطرابات بسيطة في النوم، حسب مقياس جودة النوم (PSQI). (PubMed)

• في الدراسات التي شملتها المراجعة، خُصّصت أزهار البابونج للشاي أو المكملات، وأظهرت فرقًا ملحوظًا في الشعور بالراحة وتحسين الاستيقاظ الليلي، لكن ليس كل الدراسات اتفقت على أن البابونج يُطيل مدة النوم أو يحسّن الوظائف النهارية بشكل كبير. (NCCIH)

2. تخفيف القلق وتحسين المزاج

• مراجعة سريرية للنظام العام للقلق أو اضطراب القلق العام (GAD) أو حالات التوتر بين الأفراد، أظهرت أن البابونج يمكن أن يقلّل من أعراض القلق، مثل الشعور بالتوتر، والاضطراب الذهني. (PubMed)

• في تجربة سريرية طويلة الأمد، أعطى الباحثون مستخلص البابونج لمرضى اضطراب القلق العام، ووجدوا تحسّنًا ملحوظًا في الأعراض بعد عدة أسابيع. (PubMed)

3. التأثير المضاد للالتهاب

• تحليل منهجي لـ 11 تجربة سريرية عشوائية أظهر أن البابونج يقلّل من شدة mucositis (التهاب الغشاء المخاطي، مثل الذي يحدث في الفم عند بعض مرضى السرطان أثناء العلاج الكيميائي) من حيث تقليل الألم وشدة الالتهاب. (PubMed)

• كما يُستخدم موضعيًا لتخفيف الالتهابات الجلدية الخفيفة كالإكزيما أو الحكة أو الاحمرار، بفضل الزيوت المضادة للالتهاب الموجودة في البابونج. (منصة شفاء)

4. دعم الجهاز المناعي وتقليل مضاعفات السرطان

• في مراجعة بعنوان Effect of Chamomile on the Complications of Cancer تمّ تحليل دراسات استخدمت البابونج بأنواع استعمال مختلفة (شاي، مستخلص، محلول مضمضة، زيت، مرهم)، ووجدت أن البابونج يُساعد في تخفيف التهابات الفم (mucositis)، والآثار الجانبية الجلدية، والغثيان، وتحسين الشهية وجودة الحياة لدى المرضى. (PubMed)

• تجربة سريرية على الأطفال المصابين باللوكيميا (ALL) تُظهر أن استخدام شراب بَابونج لمدة 30 يومًا يزيد من تعداد خلايا العدلات البيض (ANC) مقارنة بالمجموعة التي تلقت البلاسِبو، مما يدل على تأثير داعم للمناعة خلال العلاج الكيميائي. (NCBI)

5. تحسين الهضم وتخفيف مشاكل المعدة

• يُستخدم شاي البابونج تقليديًا لمشاكل مثل عسر الهضم، الغازات، الانتفاخ، والتقلّصات المعوية. يُعتقد أن خصائصه المضادة للتشنج والمهدئة للعضلات تُسهّل ذلك. (NCCIH)

• بعض الدراسات تشير إلى أنه قد يساعد في التخفيف من الإسهال لدى الأطفال، أو في حالات تهيّج البطن، لكن الأدلة ليست قوية بنفس الدرجة كما في مجالات القلق والنوم. (NCCIH)

6. فوائد للبشرة والجمال

• البابونج يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب تساعد في تهدئة الجلد، التقليل من الاحمرار والتهيج (مثل بعد التعرض لأشعة الشمس، أو الحساسية الخفيفة). (منصة شفاء)

• يُستخدم موضعيًا في كمادات مهدئة للحروق الطفيفة، التهابات الجلد، وفي بعض كريمات العناية بالبشرة لخصائصه الملطفة. (منصة شفاء)

7. آثار مفيدة محتملة أخرى

• خفض مستوى السكر في الدم: بعض الدراسات (بحيوانات أو في تجارب محدودة مع بشر) تشير إلى أن البابونج قد يساعد في تحسين التحكم في الجلوكوز وتقليل استجابات الأنسولين بعد الوجبات. لكن لا يزال البحث محدودًا. (alherb.com)

• تخفيف التهيّج الفموي عند مرضى السرطان، وتقليل الألم المرتبط بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي. (PubMed)

• المساعدة على تحسين نوعية الحياة لدى مرضى الأمراض المزمنة بفضل التأثيرات المهدئة، المضادة للالتهاب، والمساعدة على النوم. (NCCIH)

الأبحاث 

• في مراجعة سريرية عن القلق والأرق، بعض الدراسات لم تُظهر تأثيرًا كبيرًا للبابونج على الأرق بمعنى تحسين مؤشرات مثل مدة النوم أو الأداء اليومي، رغم تحسّن جودة النوم في بعض الحالات. (PubMed)

• هناك تفاوت في نوعية البابونج المستخدم، شكل الاستخدام (شاي، مستخلص، زيت، كريم)، الجرعة، ومدة الاستخدام، وهو ما يؤثر على النتائج. بعض الدراسات تستخدم تركيزات أعلى من تلك المتاحة عادةً في المنتجات المنزلية. (NCCIH)

• السلامة على المدى الطويل لا تزال تحتاج إلى مزيد من الأبحاث، خاصة للحالات الحساسة كالحمل، الرضاعة، والحساسية. (PubMed)

طرق الاستخدام والجرعة

لكي تستفيد من فوائد البابونج، إليك الطرق الشائعة والجرعات المقترحة:

طريقة الاستخدام	كيفية التحضير أو الاستعمال	الجرعة أو التكرار المقترح
شاي البابونج (منقوع الأزهار المجففة)	تُستخدم زهرة البابونج المجففة (ملعقة أو كيس شاي) تُنقع في ماء ساخن لمدة 5-10 دقائق، ثم تُصفّى وتشرب دافئة.	يُمكن شرب كوب إلى كوبين يوميًا، خاصة قبل النوم لتحسين النوم والاسترخاء.
مكملات ومستخلصات	مكملات بتركيز معيّن أو مستخلصات تحتوي على مادة Apigenin أو زيْت مُركّز.	تُستخدم الجرعات التي تم دراستها عادة في التجارب ـــ مثلاً مستخلص بجرعة 1500 مغ يوميًّا في بعض تجارب القلق. (PubMed)
استخدام موضعي	كريمات، كمادات، أو زيوت تحتوي على خلاصات البابونج توضع على الجلد للتهدئة من الحروق الطفيفة، الالتهاب، الاحمرار.	حسب الحاجة، لكن يجب التأكّد من تخفيف الزيوت المركزة، واختبار الحساسية على منطقة صغيرة أولًا.
مضمضة أو غسول فموي	في حالات الالتهاب الفموي أو تقرحات الفم، الغرغرة أو المضمضة بماء به منقوع بَابونج.	تكرر عدة مرات في اليوم حسب شدة الحالة.

الأضرار والمحاذير

رغم الفوائد العديدة، هناك محاذير يجب الانتباه لها:

1. الحساسية

   • الأشخاص الذين لديهم حساسية من النباتات في الفصيلة الأقحوانية (Asteraceae) قد يتعرّضون لحساسية تجاه البابونج، تشمل طفحًا جلديًا، تورّم، أو حتى استجابة أشد عند بعض الحالات. (PubMed)

   • التجربة على الجلد أولًا قبل الاستخدام الموضعي (Patch Test) يُفضل.

2. التداخل مع الأدوية

   • قد يتفاعل البابونج مع بعض الأدوية، خصوصًا مضادات التخثر أو الأدوية التي ترفع الحساسية أو تخدّر الجهاز العصبي.

   • إذا كنت تأخذ أدوية ثابتة، من المهم استشارة الطبيب قبل الاستخدام المنتظم. (NCCIH)

3. الحمل والرضاعة

   • الأدلة محدودة بخصوص الأمان خلال الحمل أو الرضاعة؛ لذا يُفضّل استخدامه بحذر شديد، وتجنّب الجرعات الكبيرة أو المستخلصات المركزة بدون استشارة طبية. (NCCIH)

4. الجرعة الزائدة والمضاعفات

   • استخدام كميات كبيرة جدًا لفترات طويلة قد يسبب اضطرابات هضمية (غثيان، قيء)، أو تأثيرات مهدئة مبالغ فيها. (PubMed)

   • الأضرار الجانبية الصغيرة مثل النعاس، أو الدوار قد تظهر لدى بعض الأشخاص. (PubMed)

5. جودة مصدر البابونج

   • يجب التأكّد من جودة الزهور المستخدمة، أن تكون خالية من الملوثات، العفن، أو المبيدات.

   • المنتجات التجارية يجب أن تُرخص أو تُصنَّف من جهة موثوقة.

نصائح للحصول على أقصى فوائد من البابونج

• اختر البابونج الألماني إذا كنت تهدف إلى الحصول على أفضل التأثيرات المضادة للالتهاب والنوم، فهو النوع الأكثر بحثًا.

• استخدم شايًا جيداً من زهرة مجففة عالية الجودة، ولۀ رائحة نظيفة، اللون الأصفر الزهري.

• لتنشيط المركّبات الفعّالة، غلِّ الماء أولًا، ثم أضِف الزهور، غطِّ الكوب أثناء النُقع حتى لا تتطاير الزيوت الطيّارة.

• استخدم قبل النوم إن كنت تريد تأثيرًا مهدئًا، أو بعد وجبات دسمة لتخفيف الانتفاخ.

• كن معتدلاً في الكمية — كوب أو اثنان يومياً كافيان في معظم الحالات.

• في حال وجود أمراض مزمنة، أو الحمل، أو استخدام أدوية معيّنة مثل المهدئات، مضادات الاكتئاب، الأدوية المضادة لتخثر الدم، استشر الطبيب.

البابونج عشبة طبية قديمة تتميز بالعديد من الفوائد الصحية المدعومة بالأدلة، أهمها:

• تحسين جودة النوم والاسترخاء

• تخفيف القلق والمساعدة النفسية

• خصائص مضادة للالتهاب ومساعدة في التئام الالتهابات الفموية والجلدية

• دعم الجهاز المناعي وتخفيف المضاعفات المرتبطة بالسرطان

• تحسين الهضم وتخفيف الانتفاخ والتقلّصات

ومع ذلك، ليس البابونج علاجًا سحريًا. يجب استخدامه باعتدال، الاختيار الجيد، الأخذ في الاعتبار الأدوية والحالات الصحية الخاصة، واستشارة الطبيب إذا لزم الأمر — خصوصًا في الحمل، الرضاعة، وجود حساسية أو أمراض مزمنة.