البواسير: دليل شامل لفهم الأسباب والأعراض وطرق العلاج والوقاية
تُعد البواسير واحدة من أكثر مشكلات الجهاز الهضمي انتشارًا، حيث يعاني منها ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم. وهي عبارة عن انتفاخ أو تورم في الأوعية الدموية بمنطقة المستقيم أو الشرج، ما قد يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الألم، النزيف، أو الحكة.
ورغم أن البواسير لا تُعتبر من الأمراض الخطيرة عادة، إلا أن إهمال علاجها قد يسبب مضاعفات مزعجة ويؤثر على جودة الحياة.
ما هي البواسير؟
البواسير هي تورمات وريدية تحدث في منطقة الشرج أو المستقيم السفلي، وتُقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
-
البواسير الداخلية: تقع داخل المستقيم وغالبًا لا تُرى، لكنها قد تسبب نزيفًا غير مؤلم.
-
البواسير الخارجية: تظهر حول فتحة الشرج وتسبب ألمًا وحكة ملحوظة.
-
البواسير المتخثرة: تتكون نتيجة تجلط دموي داخل البواسير الخارجية، مما يؤدي إلى ألم شديد وتورم.
أسباب الإصابة بالبواسير
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالبواسير، أبرزها:
-
الإمساك المزمن أو الإسهال المستمر.
-
الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية وضغط الرحم.
-
الجلوس لفترات طويلة، خاصة أثناء استخدام المرحاض.
-
رفع أوزان ثقيلة بشكل متكرر.
-
قلة النشاط البدني وضعف الدورة الدموية.
-
اتباع نظام غذائي فقير بالألياف.
-
التقدم في العمر وما يصاحبه من ضعف في أنسجة المستقيم.
أعراض البواسير
تختلف حدة الأعراض تبعًا لنوع البواسير ومرحلتها، وتشمل:
-
نزول دم أحمر فاتح بعد التبرز.
-
الشعور بألم أو انزعاج عند الجلوس أو التبرز.
-
الحكة أو التهيج في منطقة الشرج.
-
ظهور كتلة أو ورم بجانب فتحة الشرج (في البواسير الخارجية).
-
الإحساس بعدم اكتمال الإخراج.
أعراض تستدعي التدخل الطبي العاجل:
-
نزيف شرجي غزير.
-
ألم حاد مفاجئ مع تورم (قد يشير إلى جلطة).
-
إفرازات أو صديد (قد يدل على عدوى).
مضاعفات البواسير
رغم أن معظم الحالات تكون بسيطة، إلا أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى:
-
فقر الدم: بسبب فقدان الدم المزمن.
-
البواسير المخنوقة: عندما ينقطع تدفق الدم إلى البواسير الداخلية.
-
الجلطات الدموية: داخل البواسير الخارجية، ما يزيد الألم والتورم.
كيفية تشخيص البواسير
عادة ما يتم التشخيص من خلال:
-
الفحص السريري: لمعاينة المنطقة المصابة.
-
تنظير المستقيم: لفحص البواسير الداخلية.
-
تنظير القولون: يُجرى إذا كان النزيف شديدًا للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى مثل سرطان القولون.
طرق علاج البواسير
أولًا: التغييرات الحياتية
-
زيادة استهلاك الألياف من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة.
-
شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا.
-
ممارسة الرياضة لتحسين حركة الأمعاء والدورة الدموية.
-
تجنب الجلوس الطويل على المرحاض.
-
استخدام حمام الماء الدافئ (Sitz Bath) لتخفيف الألم والتورم.
ثانيًا: العلاجات الدوائية
-
المراهم والكريمات الموضعية التي تحتوي على مسكنات أو مضادات التهابات.
-
المسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
-
مكملات الألياف (مثل قشور السيليوم) لتسهيل حركة الأمعاء.
ثالثًا: الإجراءات الطبية
-
الربط بالأشرطة المطاطية: لقطع تدفق الدم عن البواسير الداخلية.
-
التصلب (Sclerotherapy): حقن مادة تؤدي إلى انكماش البواسير.
-
العلاج بالليزر أو الأشعة تحت الحمراء: لتقليص حجمها.
-
الجراحة (Hemorrhoidectomy): في الحالات المتقدمة أو المتكررة.
الوقاية من البواسير
للوقاية من الإصابة أو عودة الأعراض بعد العلاج، يُنصح بـ:
-
تناول غذاء متوازن غني بالألياف.
-
شرب الماء بانتظام.
-
ممارسة الرياضة يوميًا ولو لمدة نصف ساعة.
-
تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
-
عدم تأجيل الحاجة إلى التبرز لتفادي الإمساك.
البواسير مرض شائع يمكن السيطرة عليه بسهولة إذا تم اكتشافه مبكرًا. اتباع أسلوب حياة صحي، مع الالتزام بالنصائح الغذائية والوقائية، يعد الخطوة الأهم لتجنب الأعراض والمضاعفات. وفي الحالات المتقدمة، تتوفر خيارات علاجية متعددة تتراوح بين الأدوية والإجراءات الطبية والجراحة.
المصادر
-
Mayo Clinic – Hemorrhoids: Symptoms and causes
-
WebMD – Hemorrhoids
-
الجمعية الأمريكية لجراحة القولون والمستقيم (ASCRS)
0 Comments: