سرطان المبيض: الأعراض الصامتة وطرق الكشف المبكر والعلاج
يُعد سرطان المبيض من أخطر السرطانات النسائية وأكثرها صعوبة في التشخيص المبكر. وغالبًا ما يُطلق عليه "القاتل الصامت" لأنه يتطور ببطء داخل الجسم دون أن يسبب أعراضًا واضحة في مراحله الأولى. وعندما تبدأ الأعراض في الظهور، تكون في العادة مشابهة لاضطرابات شائعة في الجهاز الهضمي أو التناسلي، مما يجعل الكثير من النساء يتجاهلنها.
بحسب الإحصائيات العالمية، فإن سرطان المبيض يحتل المرتبة الثامنة بين أكثر السرطانات شيوعًا عند النساء، وهو السبب الخامس للوفيات المرتبطة بالسرطان النسائي. ومع ذلك، فإن الكشف المبكر والعلاج الفعّال يمكن أن ينقذا حياة آلاف النساء سنويًا.
في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل:
-
ما هو سرطان المبيض؟
-
أنواعه المختلفة.
-
الأعراض المبكرة (الصامتة).
-
عوامل الخطر والأسباب.
-
طرق التشخيص والكشف المبكر.
-
أحدث طرق العلاج المتاحة.
-
نصائح للوقاية وتعزيز الصحة.
ما هو سرطان المبيض؟
سرطان المبيض هو نمو غير طبيعي وخارج عن السيطرة للخلايا داخل أحد المبيضين أو كليهما. والمبيض هو عضو تناسلي أنثوي مسؤول عن إنتاج البويضات والهرمونات الأنثوية (الإستروجين والبروجسترون).
عندما تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية، فإنها تبدأ في الانقسام السريع والتجمع لتشكيل أورام، يمكن أن تنتشر لاحقًا إلى أعضاء مجاورة مثل الرحم، قناتي فالوب، والمثانة، أو حتى إلى أعضاء بعيدة كالكبد والرئتين.
أنواع سرطان المبيض
هناك عدة أنواع من سرطان المبيض، تختلف حسب نوع الخلايا التي يبدأ منها المرض:
1. الأورام الظهارية (Epithelial tumors)
-
الأكثر شيوعًا، وتشكل حوالي 90% من حالات سرطان المبيض.
-
تبدأ في الخلايا التي تغطي السطح الخارجي للمبيض.
2. أورام الخلايا الجنسية (Germ cell tumors)
-
نادرة، تمثل حوالي 5% من الحالات.
-
تصيب غالبًا النساء الأصغر سنًا.
-
تنشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج البويضات.
3. أورام الخلايا اللحمية (Stromal tumors)
-
تمثل حوالي 5-7% من الحالات.
-
تبدأ في الأنسجة المسؤولة عن إفراز الهرمونات.
الأعراض الصامتة لسرطان المبيض
الخطورة الكبرى لسرطان المبيض تكمن في أن أعراضه المبكرة غالبًا ما تكون غير محددة أو تُشبه مشاكل شائعة مثل القولون العصبي أو عسر الهضم.
الأعراض المبكرة (الصامتة)
-
انتفاخ البطن المستمر.
-
الشعور بالشبع بسرعة عند تناول الطعام.
-
آلام متكررة في الحوض أو البطن.
-
كثرة التبول أو الحاجة الملحة له.
-
اضطرابات في الجهاز الهضمي (إمساك أو إسهال).
الأعراض المتقدمة
-
فقدان وزن غير مبرر.
-
نزيف مهبلي غير طبيعي.
-
الإرهاق المستمر.
-
آلام أسفل الظهر.
-
صعوبة التنفس (إذا انتشر المرض للرئتين).
⚠️ ملاحظة: استمرار هذه الأعراض لمدة أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع يستدعي مراجعة الطبيب فورًا.
عوامل الخطر المسببة لسرطان المبيض
1. العمر
-
يزداد خطر الإصابة بعد سن 50، خاصة بعد انقطاع الطمث.
2. التاريخ العائلي والوراثة
-
وجود إصابة بسرطان المبيض أو الثدي في العائلة يزيد من احتمالية الإصابة.
-
الطفرات الجينية مثل BRCA1 وBRCA2 تزيد بشكل ملحوظ من الخطر.
3. التغيرات الهرمونية
-
بدء الحيض في سن مبكرة أو تأخر سن اليأس.
-
عدم الحمل مطلقًا.
4. نمط الحياة
-
السمنة المفرطة.
-
التدخين.
-
سوء التغذية.
5. أمراض مرتبطة
-
متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS).
-
بطانة الرحم المهاجرة.
التشخيص والكشف المبكر عن سرطان المبيض
1. الفحص السريري
-
يبدأ الطبيب بفحص الحوض للكشف عن أي كتل أو تضخم غير طبيعي.
2. الفحوصات المخبرية
-
اختبار الدم CA-125: للكشف عن بروتين قد يرتفع في حالات سرطان المبيض.
-
اختبارات جينية: للكشف عن الطفرات مثل BRCA1 وBRCA2.
3. الفحوصات التصويرية
-
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): للكشف عن الكتل أو الأكياس.
-
الأشعة المقطعية (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI): لتحديد مدى انتشار المرض.
4. الخزعة (Biopsy)
-
تُعد الوسيلة الوحيدة لتأكيد التشخيص، حيث يتم أخذ عينة من الورم وفحصها.
مراحل سرطان المبيض
يقسم سرطان المبيض إلى أربع مراحل:
-
المرحلة الأولى: يقتصر على المبيضين فقط.
-
المرحلة الثانية: ينتشر إلى الحوض أو الرحم.
-
المرحلة الثالثة: يمتد إلى التجويف البطني أو العقد اللمفاوية.
-
المرحلة الرابعة: ينتشر إلى أعضاء بعيدة مثل الكبد والرئة.
خيارات علاج سرطان المبيض
1. الجراحة
-
تعتبر العلاج الأساسي في معظم الحالات.
-
تشمل استئصال المبيض المصاب، وفي بعض الحالات استئصال الرحم وقناتي فالوب والغدد اللمفاوية.
2. العلاج الكيميائي
-
يستخدم قبل أو بعد الجراحة لقتل الخلايا السرطانية.
-
غالبًا ما يعتمد على أدوية مثل Cisplatin وCarboplatin.
3. العلاج الموجّه (Targeted therapy)
-
يستهدف جزيئات محددة في الخلايا السرطانية.
-
أدوية مثل Bevacizumab (أفاستين) تمنع تكوين أوعية دموية جديدة تغذي الورم.
4. العلاج المناعي
-
يعزز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية.
-
لا يزال قيد البحث لكنه واعد في تحسين النتائج.
5. العلاج الهرموني
-
يستخدم في بعض أورام المبيض الهرمونية.
6. العلاج الإشعاعي
-
نادرًا ما يستخدم، لكنه خيار لبعض الحالات المتقدمة أو لتخفيف الأعراض.
التعايش مع سرطان المبيض
-
الدعم النفسي: التعامل مع السرطان يترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على المرأة، لذا الدعم الأسري والعلاج النفسي أمر أساسي.
-
النظام الغذائي الصحي: تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات والفواكه.
-
النشاط البدني: يساعد على تحسين الطاقة وتقليل التعب.
-
المتابعة الدورية: لضمان عدم عودة الورم بعد العلاج.
الوقاية من سرطان المبيض
1. نمط حياة صحي
-
المحافظة على وزن مناسب.
-
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
-
الإقلاع عن التدخين والكحول.
2. الحمل والرضاعة
-
الحمل والرضاعة الطبيعية يقللان من خطر الإصابة.
3. استخدام حبوب منع الحمل
-
أظهرت الدراسات أن استخدامها لفترات طويلة يقلل من احتمالية الإصابة.
4. الفحص الجيني المبكر
-
للنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي قوي مع سرطان المبيض أو الثدي.
أسئلة شائعة حول سرطان المبيض
هل يمكن الشفاء من سرطان المبيض؟
-
نعم، إذا تم اكتشافه في مراحله الأولى، فإن فرص الشفاء قد تصل إلى 90%.
هل تختلف الأعراض بين المراحل المبكرة والمتقدمة؟
-
نعم، ففي المراحل المبكرة تكون الأعراض خفيفة وغير محددة، بينما تصبح أكثر وضوحًا مع تقدم المرض.
هل هناك علاقة بين سرطان المبيض والعقم؟
-
نعم، حيث قد يؤثر على القدرة الإنجابية خصوصًا إذا استدعى الأمر استئصال المبيضين.
ما الفرق بين أكياس المبيض وسرطان المبيض؟
-
الأكياس عادةً حميدة وتختفي تلقائيًا، بينما السرطان ينمو بشكل غير طبيعي ويحتاج لعلاج فوري.
يُعد سرطان المبيض من أخطر السرطانات النسائية بسبب أعراضه الصامتة وصعوبة تشخيصه في المراحل المبكرة. لكن الوعي الصحي، والفحص المبكر، والمتابعة الطبية الدورية يمكن أن تزيد بشكل كبير من فرص اكتشافه مبكرًا وعلاجه بفعالية.
إن التقدم في العلاجات مثل العلاج الموجّه والعلاج المناعي يقدم أملًا جديدًا للنساء المصابات. كما أن اتباع نمط حياة صحي وإجراء الفحوصات الدورية يُعدان خط الدفاع الأول ضد هذا المرض.
لذلك، إذا شعرتِ بأي أعراض غير مفسرة تستمر لأسابيع، لا تترددي في استشارة الطبيب، فالكشف المبكر قد ينقذ حياتك.
0 Comments: